Admin Admin
المساهمات : 309 تاريخ التسجيل : 22/02/2011 العمر : 31
| موضوع: | كساح الحب | السبت فبراير 26, 2011 8:34 am | |
|
. . .
لِ حَنين العَودة التِي تتأهَبْ أضْلُعي لَـه ، القَادمُون مِن مَحطاتْ الذاكرةْ المُتقدة بِ الماضي العَتيق والمُلتَصقة بِ جُدرانها دون حَبل يَجُرهَا إلى القَلب المَوصُول بِ جَسد عُرِّيَ مِن ألْحانْ الوداعْ ، يَحْمِلُونِي على كَتفِ الخَطايَا ، وكأنَّ الشَيطان يَجري فِي دِمائِي ، فَ يَسْلِخُني مِن بَصيرة مُلهمِة ، وِمن نُور وُشم على جَسدي عند ولادتِي ، البُكاء يَغدو مريراَ حينَ نُنْصت بِ صخَب للمارين مِن حولنا ، وكأنَّ المُدن خُلقتْ لإذابَة ذكرياتْ عجزت ذواكرنا من مَحيهَا وطيَّ بعض من صَفحاتهَا !
أنَا التِي امْتزجتْ ذات بُكاء بِ حِكايَة مَقطوعَة الأمَل ، فَ كان بَطلها ذاكَ ؛ صاحبُ الرائحة التِي تُشتتْ مابي ، و تأكل أطْرافي ، تَجعل الأشياء العادية خُرافية حدَّ الهلع ، لَم أكْن على ثقة بأنِّي فاكِهة عَفنة كانت بِ يد طفل رماهَا إلى السماء فَ تلطخت بالطين إثر سُقوطها فِي وحل أرضيْ ملييء بالنتن !
كُنتُ مُحقَة حينَ أهْديتُكَ ذات ليْلة عطراَ أنْثوياَ ، فالعطر يلتصقْ بأجْسادنا و مَشاعرنا دون الرغَبة بالإبتعاد ، فَ هيَ تَخترع زمناَ آخر فِي وقت كان العالمْ تحت وطأة الحُروب ، وفِي أماكن لم تَتَشقق بُيوتها إثر الغياب الذي أصبح يُعادل تلك المُدن الميتة والتِي انْصهرتْ جَرَّاء حَاسة الكَذبْ .
أحْرقتني نار الغَرابة وأنا جالَسة على كُرسي الهُدوء ، أواهَ مليار غُصة عَلِقتْ فِي حناجرنا ، و ألف أمْنية أبتْ أنْ تستلطف قُلوبنا ، وأحلامْ رفضتْ أنْ تُضاجع رغباتنا ، فَ ما عادت تلك الأصْوات تَتردد علينا إلا مِن دواخلنا ، وصَدى جَوارحنا ، رَكضتُ بأمل ، والتقطتُ طابة الشَوق ورميتهُا ذات يوم على وُجوهِ المُحبين ، فَ ما عادوا قادرين حتى على إشعال فتيل الحنين فِي قلبي ، وكأنَّي عَكَّرتُ صَفو الجميع بِ هُدوء ورحلتْ .
واللهْ لولا الحَياء ، لأخْبرتكَ بأنِّي اشْتهي أن انفرد بكْ ، وأقُوم بِ كتابتكْ ورسمكَ على لقيا سابقة ، أن نلتقي دون مواعيد ودون تدابير ، أن نجلس على إحدى الطاولات ، فلا نتحدث ولا نكتب ، دون أن نخاطب أحداَ كذلك ، أن نتمرد على الليالي ، ونتنمر على الشَوارع ، أنْ لا نَنْتقي أفكارنا ب دقة ، بل نبعثر أشيائنا ونتحرر من كل شيء سوى الكفن الذي سيطوينا .
من أنتَ يا أنْت ؟ ما أنتَ سوى ذاك الذي كفكفني بين يديه ب حنان وابتسم ، وذاك الذي منحني الحب ولم يستطع إنبات زهرة مليئة بالحب بين حناياي ، ما أنت سوى تلك الطائرة الورقية التي طارت ولم تَعُد مُجدداَ ، أنتَ الذي لم تنتمي للخلود قط ، والمار ب جانب الخوف ب ملاذ صَوت يردد ( ما كنتُ سوى كساح الحُب ) ! أنت المشاعر الخضراء التي وُلدت في داخلي عنوة ورغبة !
لَم تكفيني جُرعة الحَنين التِي طفحت جَسدي ، فما عاد قادراَ على تلكَ التِي سَ تُميتني لا محالة ، لَ طالما كُنتَ شحيحاَ بكل شيء حتى مشاعرك ، كنتَ بخيلاَ ب كلمة أحبكِ ، و مقتضباَ من الكلمات ، ولم تكن بارعاَ للإجابة على بعض التساؤلات التِي أنْسجها ببساطة إليك ، ولم تكن كريماَ لترسم لي مدينة مُرتدية فستان وردي حتى لا أنساك بتاتاَ ، ولم تكنُ أنانياَ بي لأعلق لافتة الحظر على قلبي بعد ذلك ، ولم تكسرني إلا ب إيماءة حضرة الغياب ، ولم تجبرني إلا ب ب تشبعي من قطعة رغيف فتات !
ثَقيلٌ قلمي الآن ، فَ هو يجر عقلاَ بالياً ، وأحلاماَ مُمَزقَة ، ورؤوس أقلام قُطعت قبل أن تُولد ، وأمْنيات بُترت قَبل أنْ تُطَرز ب ذاكرة مريضة ، أجْبروني أنْ أفتعل ابتسامة خرساء من كل شيء سواك ، عالقة ما بين الصخب والهدوء ، الجنون والثرثرة ، والحياة ب حد ذاتها كابُوس ! أيُمكن أنْ أُمْنح حياة جديدة ، ذاكرة أخرى غير التِي استخدمتها ؟!
لَم أحْلم إلا ب كذبة رجل أمُوت حُباً به ، و أذوب عشقاً ، أسْتصغر أحْزاني بِ حضرته ، أرفع عيني مُتأملة بهْ بِ جواره ، أحلم معه ، واكتب له ، أشيخ به دون الرغبة بالرجوع إلى الصغر مرة أخْرى ، انْتشر بين أضلعه ، وأعيشُ بين عينيه وقلبه ، أن أكُون كومة من الحنين تُرمى ب جانبه ، أنْ لا نمنح النسيان فُرص خَدش إخلاصنا ووفائنا ، أن نُعلن الحداد على الغياب ، وأن نتوشح حُلماَ أبيضْ . .
مازلتُ أحاول تصديق تلك الكذبة فلم أستطع ! ولـم أصــدق ! ومازال الليلُ مُزدحم بي !
| |
|