حبيبتي ....
ربما تكون هذه الكتابة .. هي الأخيرة لي وربما لا .. !!!
ومع هذا لن أسميها .. بالحرف الأخير ... ولن أسميها برسالتي الأخيرة ..
ولن تكون ... هي آخر ما سيلفظه قلمي من إحساس ..
ولكن ستكون ...... تلك الحروف هي آخر وصل بيني وبينك .. وصدقيني لن تشاهديني بعدها ...
لأنني مللت الانتظار ... مللت الترقب ... مللت الوعود ... مللت من كل شئ حولي .... مللت من كل الوجوه .. والسبب .. هو أنتِ .....؟؟
نعم حبيبتي .... السبب ... هو أنتِ ..
وكم كنتُ أفتخر ... بتواجدي معك ... وكم كنتُ أرى نفسي متميزاً بين الناس .. لأنني كنتُ أظن أنني المميز الوحيد في حدقة عينيك ..... وليتني بتُ على ذلك .. ولم أستفيق من هذه الرؤيا ... التي اتضحت أخيراً ..
أنها لا تتعدى كونها .... أضغاث أحلام .. !!
في السابق .... كنتُ متشوقاً لرؤيتك ..بل كنتُ متعطشاً لسماع همسك .......
كنتُ كالذي .. يرى الحياة .. أنشودةً يتغنى بها الأطفال .. في أول شروق صباح العيد
ولكن دائماً تخذلني التوقعات .. وترميني بغير هوادة في قعر الآلام ....
فكم عانيت .. وكم آسيتُ .. في ذلك القعر ..
حبيبتي ...
هل كنتُ قاسياً لهذه الدرجة معك .. حتى تضعي قلبي على جمر الغضى ... دون أن يهتز لكِ طرف ..
لتمسحي مشاعري ... كأنها أتربة تشوه المكان ... ؟؟
حبيبتي .. ثقي تماماً ..
أن الكرامة .. لا تخضع .. لتنازلات .. كي تسحقها ....الجروح
ثقي تماماً ... أن الحياة ستستمر معك .. أو بغيرك ....
وثقي أيضاً .. أنهُ سيأتي يوماً .. ستعضي أطراف الندم ... لقتلك حب لم يزل بعد في مهاده .....
ألا زلتِ .. تمارسين هواية القتل ... !!
نعم .. فالذي فعلتيه معي كان أشد من القتل وأكثر ضراوة ....
في أول مسرى نبض في قلبي ..... كان الأغتيال ..
وفي أول حرف .. من مشاعري ..... كانت الإصابة .. والأصابة بالغة لحد النبض ....
صدقيني ... إلى الآن .. لا أعرف من انا ... !!
سوى أنني .. كتلة من الجروح تسير في عالم قصير .. ولا زالت تقاوم ..
حتى تصل .. لمستقر .. يريحها من ما أصابها .. جهراً .. أو حتى سهراً وسراً..
حبيبتي ...
كثيراً ما أسمع .. كلمة الوداع .. وكثيراً جداً كانت تمر على مسامعي مرور الكرام ..
حتى أنني ... كنتُ في ما مضى .. ألتمس مع خيوط الفجر الأولى ... مبررات تجعلني أبقى .. أبقى .. أبقى ... ؟؟
ولكن لا أظن أنني سأنتظر .. طويلاً ...
لأنني في كل مرة .. أنتظر الفجر .. فلا أراه .. أنتظره بفارغ الصبر ... فلا يأتي ...
أظنهُ قد مات .. نعم .. أظنهُ قد مات .. وكانت نهايتي ....بوفاته وليست بوفائه ....؟؟
حبيبتي ...
حتى البساتين التي أمشي فوقها .. لا أراها بساتين ..
وحتى الحياة التي أراها .. لا أراها كغيري ..
هناك ........ على إمتداد اليأس .. أرى قلبي يناديني ..
يصرخ ... يستنجد بي .. يتفوه الآه .. فيقول .. ألازلت مُصراً .. على البقاء .. مع تلك الأمنيات ...
فلنرحل سوياً .. حيثُ المكان الذي لا نرى فيه الجروح .. ويسترسلُ قلبي ...
أتريدني .. أن أبقى ماتبقى لي من حياتي في مآسي وجروح .....
أني أنتظرك ... فأنا قلبك الذي أدمى .. وتوارى حيثُ الشفقة ....
ألم تشفق بعد ... يا منصور على قلبك ... ؟؟
وألم تشفقي أنتِ بعد .... يا عيون منصور ..... على منصور وقلبه ...
للحياة وقفات .... أصعبها .. أن تقف على قلبك منتظر
وأطولها ...... أن تلتمس العذر ... للحظر على القلب ... بغير نــظر ..
يا عيناها .... أرحمي مدامعي .. وأروي عنها مواجعي ..
لن أكره .. مادام النبض .. يسري مع طيفك في كل الحنايا
ويستجمع النزف .. من كل الزوايا ...
ولن تكون الجروح ..... إلا سفيرة .. بين ليلة البارحة ... وبين قلبي ...
فهذه ..... جروحي .... ومقرها الحتمي ...... عمري
لكِ ياغاليه هذه الوردة ..........وهاتين الدمعتين قبل الرحيل .......