وإن تُرخَى الأعِنّة .. كَرّا , يدكّ الحافر ما بين َ الفِرقتين كـ صاعِقة , ألاَ إنَّ للخبب وحده أن يَطوِي َ الأرض قبل َ التماعة نصْل ..
ليلة البارِحة ..
تَنَفّس َ اللّيل من أنفها خيط َ دُخان .. مال عُنقها وأطرقت إلى حيث مربط ٍ مجاوِر .. حاولت الاقتِراب أكثر , منعها الرّباط , الموصُول بسياج ِ المرابط المشدُود إلى عُنقها .. راحت تّجُر ُ الأرض َ , جِهَة المربط الخالي , حتى انتهت مجرُوحة , شبه مُخنُوقة .. ضجرت من قيدها , دارت على نفسها , ثارت , ضربت بحافرِها الأرض , صَهَلتْ للرِّيحْ .. داخت قَوائِمها وانهارت جُلُوسا ً, كاد َ يُغمى على المكان قبل َ أن تنهض .. لا صوت آخر غير َ لهاث ٍ وزفِير .. لا شيء آخر غير مربط تَسَمّرَ في عينها , قد ظَلَّ خَالِياً لليلينِ مَضَن ..
هذا الصَّباح ..
تسرّبت بُذوُر ُ ضوء ٍ من غربال غيم ٍ سمين , فـ التمع َ المعدن ُ في عتاد ِ الفِرقتين , ودقّت طُبُول المُواجهة .. لُوِيَتْ أعناق ُ الجياد وَوُلّتْ وُجُوهها صوب َ وُجُوهها وسُيِّرَتْ على مَهل , ثُمَّ لُكِزَتْ في خَوَاصِرِها حَتَّى أدمت .. وقبل َ أن تُرخَى لها الأعِنّة لِـ تَضْرِب الأَرض , لَمْ تَعْبأ بـ الرَّيحْ , كرّت هلعاً يخلق ُ الجُنُونْ ..
فرس ..
وفي ما يسبِِق لحظة ِ التِحام الفِرقتين , استحال كُلَّ شيء إلى بطء , غدا ً كُلّ شيء ٍ دَائِخَا ً كَحُمّى , كـ أنّما ذَابَتْ العُرُوق .. شُلّت الحركة وتوقّف الهواء والصّوت إلّا مِن همس ٍ مُروِع في زفيرها وحمحمة .. سيلٌ من ماء الوجع المَالِحْ أنساب َ مِن محجريها , سَال َ حَتّى الفَمْ .. خالط الدَّمْ ..
الفَقد , كما أسهم َ طَعم المِلحْ في تلقينه , الفَقد الّذِي حَدا بـ المرابط أن تَتَنَهّد , وأخْرس َ زخَّات المَطر , جمّد الحياة في عينها , لـِ يَدور بذر الضَّوء في محجرها , وتستقرّ في مُواجَهتي ! .. وَاسيتُها بـ أسى : " الألَمْ ملاكٌ مأمُورْ ! "