... كـــــــلام ...

ليلة الشتاء .. والرياح الشمالية .. وجو " المربعانية " ..

يبدو أن الكآبة تشير الآن إلى تمام الكتابة ..

وأنا في صدري كلام .. بعضه وليد اللحظة ..

والآخر نام في قلبي منذ أعوام ..













وعند الغروب .. تتفرق الدروب ..

ويبدو وجه الشمس شاحباً لأن المسكينة كانت مرغمة على رؤية كل تفاصيل ذلك اليوم بكل

مآسية وأحداثه ..

ولذلك يزداد احمرار الشمس وترحل ..

ونبقى نراقب الرحيل وما يصاحبه من الحنين لشيء ما ..

وحينها يبدء الكلام الذي في صدري بالتدافع إلى فمي .. فيخرج صوتي مبحوحاً وأصمت ..

ولازلت لا أفهم لماذا حين نصمت يعتقدون بأنه ليس لدينا ما نقوله ..!




::
::







وأحلام الطفولة الهشة .. حطمتها هبوب الواقع

فمضت الأيام .. وذبلت الأحلام ..

وكم كنت ساذجاً حينما قال لي أحدهم ..

( يولد الإنسان صفحة بيضاء .. ولكن المجتمع هو الذي يفسده )

وصدقته .. ورحت ألقي باللوم على هذا المجتمع الذي " شخبط " على صفحاتنا البيضاء وأفسدنا ..

وشعرت بأنني خبرت الدنيا طولها وعرضها

وفهمت الوجوه من ملامحها

ثم اتضح لي بأنني لست سوى يافعٍ مغرور , أُصيب بندبة فظن بأنها جرحٌ غائر لا يطيب ..

لأنه لو كان كل إنسان يولد صفحة بيضاء فمن الذي أفسد هذا المجتمع من الأساس ..!!




::
::




ورغم الغياب ورحيل الأحباب ..

دائماً أطرق أمام عبارة الرافعي عن رحيل الأحبة

( لا تقل مات لك ميت .. بل مات فيك ميت )

ويموتون وتموت بداخلي أشياء .. ثم أنساهم

وأفرح وأضحك ..

فتجيء ليلة الشتاء .. والرياح الشمالية وجو " المربعانية " ..

فتحضرهم الذاكرة فاكتئب وأكتب ..

ولازال في صدري كلام .. بعضه وليد اللحظه..

والآخر نام في قلبي منذ أعواماً وأعوام ..